تسييل الديون وزيادة النقود.. كيف تستفيد البنوك المركزية من الحكومات؟

مباشر (اقتصاد) 0 تعليق ارسل طباعة حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسييل الديون وزيادة النقود.. كيف تستفيد البنوك المركزية من الحكومات؟, اليوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023 06:40 مساءً

مباشر- محمد الخولي: من الناحية العملية يمكن لأي حكومة طباعة كميات غير محدودة من عملتها الوطنية، لكنها عوضًا عن ذلك وبسبب البنى التحتية القانونية والمؤسسية، تفرض الضرائب وتتيح البنوك المركزية فيها الاقتراض والإقراض من النظام المصرفي، لتوفير الأموال اللازمة للإنفاق أو الاستثمار كبدائل علمية صحيحة لطباعة النقد. 

وبحسب "investopedia.com" فإن التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم مؤخرًا مثل الأزمة المالية العالمية في 2008 أو جائحة "كوفيد-19" في 2020، ومعدلات التضخم المرتفعة، فتحت بابًا أمام نقاشات جدية بشأن دور البنوك المركزية في استثمار الديون الحكومية، ومدى مزاحمتها للقطاع الخاص.

ورغم أن الحكومات الحديثة، قوضت مسؤولية إصدار الأموال إلى البنوك المركزية على سبيل الحصر، على أمل إبقاء اعتبارات السياسة المالية منفصلة عن النقدية، إلا أن البنوك المركزية "تزاحم" القطاع الخاص حول العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات المالية، في ظل ميزة حصرية تتمتع بها وهي طباعة النقود.

دور البنك المركزي

عادة ما يحدد البنك المركزي سعرًا للفائدة يساعده في الوصول إلى معدلات التضخم المستهدفة، كما يمكنه أن يزيد أو يقلل احتياطيات البنوك التجارية من خلال شراء أصولها أو بيعها، وعادة ما يكون ذلك في شكل سندات حكومية قصيرة الأجل.

ويمكن الحديث عن دور البنوك المركزية، عند ذكر ما يعرف بـ"تسييل الديون الحكومية"، أو عندما يشتري البنك المركزي سندات حكومية أو أشكالًا أخرى من الديون الصادرة عن الحكومة، والتي تضخ الأموال فعليًا في الاقتصاد. تتيح هذه الممارسة للحكومات تمويل إنفاقها وخدمة ديونها من خلال إنشاء أموال جديدة بعيدًا عن الإيرادات الضريبية أو الاقتراض من مصادر خارجية.

تسييل الديون

يحدث "تسييل الديون" عندما يخلق البنك المركزي أموالًا جديدة يسخدمها في شراء سندات حكومية أو أشكالًا أخرى من الديون من المؤسسات المالية أو مباشرة من الحكومة نفسها، ونتيجة لذلك، يزيد البنك المركزي عرض النقود في الاقتصاد خلال فترة زمنية معينة، ما يوفر السيولة ويمكّن الحكومة من تلبية التزاماتها المالية.

لكن لتسييل الديون، أثارًا اقتصادية قصيرة الأجل وطويلة الأجل. إذ أنه على المدى القصير، يمكن أن يساعد تسييل الدين في تحفيز النمو الاقتصادي عن طريق حقن السيولة في النظام، وخفض أسعار الفائدة، وجعل الائتمان أكثر سهولة. ومع ذلك، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي تسييل الديونب شكل مفرط إلى ضغوط تضخمية كبيرة.

ويمكن اعتبار برامج التخفيف الكمي أو ما عرف بـ"التيسير الكمي للولايات المتحدة" التي نفذتها البنوك المركزية استجابةً للأزمة المالية العالمية لعام 2008 أحد أشهر الأمثلة على تسييل الديون. إذ اشترى الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي والبنوك المركزية الرئيسية مبالغ هائلة من السندات الحكومية، لضخ السيولة في الأسواق وتحفيز النمو الاقتصادي.

توسيع النشاط

البنوك المركزية وسعّت نشاط شراء الديون الحكومية لتشمل أصولًا أخرى مثل الأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية، والديون الحكومية طويلة الأجل. إذ حافظت البنوك المركزية من خلال شراء السندات الحكومية في الأسواق الخاصة، على أسعار الفائدة المنخفضة، كما حولت الدين الحكومي إلى نقود، في نفس الوقت تشتري بعض البنوك المركزية السندات عبر الأسواق الثانوية، وتوفر التمويلات المباشرة، في إطار الموازنة بين مخاطر وعوائد تحقيق الدخل.

وهنا تزاحم البنوك المركزية القطاع الخاص، الذي له مصلحة كبيرة في الاحتفاظ بالديون الحكومية، والحصول على عائد تلك الديون ومخاطرها مقارنة بالاستثمارات البديلة التي لا توفر نفس العوائد الكبيرة غالبًا، كما أن أي حكومة تصدر ديونًا أعلى بكثير مما يمكنها تحصيله من ضرائب.

متى يفشل تسييل الديون؟

 

عادة ما يكون "تسييل الديون" سياسة غير ناجحة في البلدان التي لها تاريخ من التدخل الحكومي في صنع قرارات البنوك المركزية، مثل الأسواق الناشئة، حيث لا يتم تطبيق الفصل بين الكنيسة والدولة أو بين البنوك المركزية والحكومات بشكل صارم، كما هو الحال في الاقتصادات المتقدمة.

الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان، قال إن "تسييل الديون" أمرًا يشبه طائرة هليكوبتر تسقط أموالًا من السماء، كما جادل بأن تحفيز عرض النقود خلال فترة الكساد الكبير "1929-1935"، حفز الطلب الكلي حتى عندما وصلت أسعار الفائدة إلى "صفر". وقال إنه من الممكن تحويل هذه الزيادة إلى الأسر عن طريق التخفيضات الضريبية أو أشكال أخرى من التدخل الحكومي.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

حصاد 2023.. هل رالي صعود أسعار الذهب في مصر مرشح للاستمرار؟

حصاد 2023.. فجوة سعر صرف الجنيه المصري تتفاقم وتوقعات بمزيد من الخفض

حصاد 2023.. هكذا نظرت المؤسسات الدولية لاقتصاد مصر!

حصاد 2023.. هل يتراجع التضخم في مصر خلال 2024؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق