زكريا الحجاوي.. عاشق المداحين الذي هام في حب مصر.. مكتشف المواهب وصاحب فكرة قصور الثقافة.. وماذا قال عن الصهيونية في «حكاية اليهود»؟

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زكريا الحجاوي.. عاشق المداحين الذي هام في حب مصر.. مكتشف المواهب وصاحب فكرة قصور الثقافة.. وماذا قال عن الصهيونية في «حكاية اليهود»؟, اليوم الخميس 7 ديسمبر 2023 02:35 مساءً

زكريا الحجاوى، عاشق المداحين، عرف بعشق مصر والمصريين، قدم من الأغاني والمواويل التي تعكس وتعبر عن الواقع المجتمعي في مصر.. قضى حياته ساعيًا في الكشف عن المواهب الفنية من خلال جولاته في المحافظات، هو أول من نادى بإنشاء قصور الثقافة التي تطورت وانتشرت في كل الأنحاء، كما أنه أول من عمل على إنشاء معهد للفنون الشعبية وأنشأ الفرقة القومية للفنون الشعبية، ورحل في 7 ديسمبر 1985.

 

زكريا الحجاوي، عاشق المداحين الذي وضع نواة المسرح الغنائى ورثاه محمد طه بأغنية شهيرة يرددها المصريون

ولد عاشق المداحين زكريا الحجاوي عام 1915 بمحافظة الدقهلية وعاش طفولته بين الصيادين من عائلته، حصل على جائزة الملك فؤاد وكانت أربعين جنيها بسبب حصوله على الترتيب الأول في الابتدائية على القطر، درس بمدرسة الفنون والصنايع الملكية وعمل وهو طالبا بمستشفى الحوامدية، ولكن لم يكمل دراسته فيها، بسبب طرده من المدرسة بعد خطبة قدمها في ميكروفون المدرسة يقول فيها إن الشعب المصري في حاجة إلى بطاطين أكثر من حاجته إلى زعماء سياسيين، بعد أن اكتشف أن في عهدته بالمستشفى بطاطين مرت خمس سنوات دون أن يلتفت إليها أحد، وجاء شتاء سادسا فوزع البطاطين على الفقراء، ومصادفة قاموا بجرد العهدة، وتبين عدم وجودها، ونقلوه، ثم قام بمظاهرة ضد القوانين فأمر الملك فاروق بتحديد إقامته في بلدته المطرية.

زكريا الحجاوي.. رائد الفن الشعبي الذي تحداه الملك فاروق وأنكر جميله السادات

Advertisements

جمع التراث العربى 

ترك زكريا الحجاوى الوظيفة واتجه إلى العمل صحفيا في جريدة "المصري" التي نشر فيها قصصه الأولى.

وحين تأسست وزارة الثقافة عام 1957 استعان به الأديب يحيى حقي في جمع التراث والفنون الشعبية، واكتشاف المواهب في مختلف المجالات الشعبية، وكان هو صاحب فكرة إنشاء مسرح السامر والثقافة الجماهيرية، لكن نشاطه، وعطائه الرئيسي كان في جمع التراث الشعبي من مكامنه، واكتشاف المواهب، وتقديمها للناس، وهذا دفعه للغوص والتجول أكثر في كافة أنحاء الوطن، بحثا عن الكنوز المغمورة،  حيث قدم عددا كبيرا من الفنانين، اكتسب عدد كبير منهم شهرة واسعة، ومنهم خضرة محمد خضر التي ذاع صيتها في الستينيات والسبعينيات، وأصبح صوتها عمود المسلسلات الإذاعية، وكذلك اكتشف المطربين محمد طه وأبو دراع وفاطمة سرحان.

815b5c818e.jpg
زكريا الحجاوى وزوجته خضرة خضر 

 

أسس زكريا الحجاوي فرقة الفلاحين للفنون الشعبية التي قدمت أول عروضها في احتفالات عيد الثورة عام 1957، وبدأ في كتابة القصة القصيرة وكانت أول إنتاجه قصة "محاكمة قاع النهر" ضمن مجموعته القصصية "نهر البنفسج"، وقدم للإذاعة العديد من الأعمال الدرامية منها أيوب المصري، أنس الوجود، ملاعيب شيحة، كيد النسا، كما قدم أول عمل مسرحي جمعه من التراث يحتوي على الرقص الشعبي باسم "آه يا ليل يا عين" الذي قدم بدار الأوبرا وظهر فيه الراقصة الاستعراضية نعيمة عاكف والراقص محمود رضا، وللسينما كتب فيلم "أحبك يا حسن".

 

64849c04de.jpg
زكريا الحجاوى 

كان مقر التجمع الأدبي لزكريا الحجاوي قهوة عبد الله بالجيزة، حيث اللقاء مع محمود السعدني ومحمد عودة وحسن فؤاد وأحمد رشدي صالح، وطوغان  وغيرهم من أعلام الفكر والفن والأدب الذين كانت تمتد سهراتهم حتى الفجر، وكان للمقهى رواد من زبائن المقهى الذين داوموا الى الاستماع الى الحجاوى وزملائه عن الشعر والموسيقى والأدب، ومن على المقهى أصدر الحجاوي مجلة الفن الشعبي على نفقة مجموعة من رواد المقهى، إلا أنها صودرت في أعدادها الأولى بسبب نشرها كتابًا يتضمن الآراء السياسية للموسيقار سيد درويش.

زكريا الحجاوي.. رائد الفن الشعبي الذي غير السادات حياته بقرار ظالم

 

يحكى حكاية اليهود 

ومن أهم مؤلفات عاشق المداحين زكريا الحجاوى كتابه "حكاية اليهود"، وفيه تحليل كامل لشخصية اليهود في العالم بذل فيه جهدا موضوعيا شاقا، وكان يجهز لأجزاء أخرى منه، لكن القدر لم يمهله، وصدر الكتاب عن الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال تسعينيات القرن العشرين، يؤكد أنه لا يوجد فرق بين اليهود والصهاينة.. وأن اختراع منظمة بنى صهيون جاء لإلصاق أى تهمة بهم لإبعادها عن اليهود وكأنهما جنسان مختلفان.

زكريا الحجاوي.. مؤسس الفن الشعبي في مصر وقطر الذي عالج شدة فقره بالقفشات والضحكات

معنى الصهيونية 

يقول الحجاوى في حكاية اليهود: أنا لست ضد اليهود، وليس أحد من مثقفي الدنيا ضد اليهود، ولكن اليهود أنفسهم هم أعدى أعداء اليهود، وهناك لفظة العبرانيين، وهو اسم ينسحب على أجيالهم الأولى في التاريخ، أما لفظة اليهود منفردة، فإنها أشمل للتاريخ وللجنس في الماضي وفي الحاضر، وهناك اسم ثالث هو بني إسرائيل، علما على مكان الدولة التي يغتصبونها أما لفظة صهيون، هي روح سر أسرار اليهود وهو مجرد إسم يترك العالم كله في تخبط، وموضع المتهمين بالتعصب العنصري والديني والقومي؛ لأن اليهود شئ والصهيونية شئ آخر، فيهود العالم مسالمون وطيبون لا علاقة لهم بالصهاينة، بينما الحقيقة والعمل والمسار الجديد وكل شيء تعني أن لفظة صهيون هي عن اليهود المسالمين والأشرار. وهذا سبب خيبة أمل خصوم اليهود، لذا بات اسم اليهود هو أكثر مسمى ملئ بالدلالة على هذا الجنس الذي تعمد أن يضع المتحدثين والكتاب في حرج وحيرة، إذا ما أراد أن يتحدث أو يكتب عنهم، وهنا الذكاء اليهودي الفائق".

9bedb582d5.jpg
الفنان زكريا الحجاوى 

ومن مؤلفاته أيضا: ملك ضد الشعب، نهر البنفسج،، موسوعة التراث الشعبي الجزء الأول،  كما كتب الحجاوي العديد من الدراسات حول الفولكلور المصري نشرت في جريدة المصري ومجلة الرسالة الجديدة.

زكريا الحجاوي يكتب: معمل البارود

 

شهامة زكريا الحجاوى 

كانت هناك علاقة طويلة بين الرئيس أنور السادات وزكريا الحجاوي خاصة في فترة اتهام السادات في قضية مقتل أمين عثمان عام 1945، وعندما هرب السادات أخفاه الحجاوي بعيدًا عن أعين البوليس في منزله بالمطرية وعرفه لمن حوله بأنه صياد قريب له اسمه الريس جلال، كما تعلم السادات منه مصطلحات العيب والقيم والأصول.

 

ظلم السادات للحجاوى 

وعمل زكريا الحجاوس صحفيًّا والتحق بجريدة المصري سكرتيرًا للتحرير بعد قيام الثورة 1952 كان زكريا الحجاوي في منزلة قريبة من أعضاء مجلس قيادة الثورة، ولذلك اختاره السادات للعمل معه في تأسيس جريدة الجمهورية عند إصدارها عام 1953 وفجأة وقبل أيام من إصدار العدد الأول فوجئ الحجاوي بقرار موقَّع من السادات معلقًا على لوحة الاستعلامات بإيقاف زكريا الحجاوي عن العمل ومنع دخوله الجريدة، وقيل إن السبب هو أنه كان ينادي السادات ـ الذي كان في أعلى درجات السلطة ـ باسمه مجردًا أمام المحررين كصديق قديم، فانتقل إلى العمل بالثقافة الجماهيرية.

 

زكريا الحجاوي محور محاضرة مؤمن المحمدي بمعهد الشارقة

تعرض الحجاوي لظروف قاسية في عهد السادات، منها فصله من "الثقافة الجماهيرية" وانهيار المنزل الذي كانت تقع فيه شقته في الجيزة، لم يجد مخرجًا من هذه الظروف العسيرة إلا أن يترك مصر ويسافر إلى قطر للعمل هناك في إعادة صياغة الاغانى البدوية، حيث لقي ترحيبًا من الكاتب الطيب صالح الذي كان مديرًا للإعلام في قطر في ذلك الوقت.
وقضى الحجاوي في قطر ثلاث سنوات حتى رحل بعد رحلة طويلة من المعاناة. 


شعر السادات بالذنب تجاه الحجاوي فأمر بإعادة جثمانه إلى القاهرة وإقامة حفل لتأبينه بمسرح السامر حضره بنفسه، كما أطلق اسمه على مسرح السامر ومنحته الدولة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وكذلك شهادة تقدير من أكاديمية الفنون.

طوغان يتحدث عن الحجاوى 

فى مجلة الجديد عام 1975 كتب رسام الكاريكاتير  أحمد طوغان ــ رحل عام 2014 ــ مقالا عن ذكرياته مع الفنان الشعبى زكريا الحجاوى الملقب بعاشق المداحين قال فيه: فى يوم من الأيام كنت فى طريقى إلى شراء بعض الخضر للمنزل، وإذ بى تستوقفنى لوحة كاريكاتيرية لرسام إنجليزى على جدار مقهى صغير بميدان الجيزة، كانت تدعو الى نصرة الديمقراطية، وكنا اثناء الحرب العالمية والإنجليز فى مواجهة الألمان وتحدثنا عن فن الرسم الكاريكاتورى وقدرته على التعبير وكيف انه يصل الى اعماق النفس بخطوط بسيطة واكتشفت فى محدثى شخصية غير عادية، ولا يمكن نسيان هذه الجلسة التي عثرت فيها على هذا الكنز الثقافى إنه زكريا الحجاوى الذى أصبح فيما بعد علما من أعلام الثقافة والفن.
فى لقائى الثانى مع زكريا الحجاوى فى المقهى كان معى محمود السعدنى.

زكريا الحجاوى يكتب: لا بأس يا دنشواى

قعدة قهوة عبدالله 


وأضاف طوغان:وتكررت لقاءاتنا مع زكريا وكبرت الشلة فانتقلنا إلى مقهى أكبر فى ميدان الجيزة اسمه قهوة عبدالله، أصبحت فيما بعد ملتقى نجوم اعلام الفكر والأدب والفن والصحافة. أصبح زكريا الحجاوى يجلس أمامه فى دائرة من الأدباء والفنانين والتلاميذ منهم الأديب يوسف إدريس والدكتور سمير سرحان ومحمود السعدنى نجم الكتابة الساخرة ورجاء النقاش ونعمان عاشور ويوسف الشريف وكمال النجمى ومصطفى محمود والملحنان سيد مكاوى ومحمود الشريف والشعراء الفلاسفة صلاح جاهين وصلاح عبد الصبور وأنور السادات.
 

زكريا الحجاوى ملح الارض 

قال عنه محمود السعدنى في كتابه (مسافر على الرصيف) "إن هؤلاء المثقفين الذين تجمعوا في قهوة عبدالله في ميدان الجيزة وعلى رأسهم عاشق المداحين زكريا الحجاوى هم ملح الأرض وزبدتها وقطعة من عقلها، وأن شعاع النور الذي خرج من هذه القهوة كان جزءا من النور الذي شع على مصر كلها، وبين هذه الأسماء العظيمة زكريا الحجاوى.

شهادة خالد أبو الليل 

أكد الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة، خلال إحياء ذكرى وفاة المؤلف والكاتب زكريا الحجاوي، أن اسم الحجاوي مرتبط بالفن الشعبي حتى الآن وهو رائد الفن الشعبي، ولديه طاقة إبداعية متميزة، إضافة إلى أن المصريين بعد النكسة كانوا يفقدون الأمل في الحياة، وأن زكريا الحجاوي له دور في رجوع الثقة للشعب، حيث ثبت أن له في تاريخ مصر موسوعة من التراث الشعبي ومنها "حكاية اليهود"، وأن الشعب المصري تعلم من الحجاوي الحب والانتماء للوطن.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق